القاهرة - أماني محمد - السبت 21 ديسمبر 2024 11:40 صباحاً - التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط ألقت بظلالها الثقيلة على ما تبقى من محور المقاومة الإيراني، ما دفع المحللين السياسيين والخبراء إلى إعادة تقييم نفوذ الجمهورية الإسلامية في المنطقة.
وتظهر الأحداث المتلاحقة أن إيران، التي طالما اعتبرت لاعبًا رئيسيًا في الإقليم، أصبحت في موقف أضعف بكثير مما كانت عليه سابقا، مما يفتح الباب أمام فرص جديدة للتفاوض على برنامجها النووي.
تراجع النفوذ في سوريا ومحيطها
كانت سوريا دائمًا حجر الزاوية في محور المقاومة، إلا أن سقوط نظام الأسد تحت ضغط التحالف الذي قادته هيئة تحرير الشام غيّر معادلة القوى تمامًا. فقد أدى انهيار النظام السوري إلى قطع خطوط الإمداد والدعم لحزب الله، وهو ما يعقّد بشكل كبير عملية إعادة بناء قدراته العسكرية. في هذا السياق، خسرت إيران واحدًا من أهم حلفائها الاستراتيجيين في المنطقة، ما أضعف قدرتها على تنفيذ استراتيجياتها الإقليمية.
تحولات ميدانية في الشرق الأوسط
بداية الأحداث الأخيرة جاءت مع هجوم إحدى الفصائل المسلحة على جهة إقليمية أخرى، تلاه دعم غير محسوب من حزب الله. الرد العسكري العنيف من الطرف الآخر كشف عجز إيران عن توفير دعم فعّال لحلفائها. هذا الوضع أدّى إلى إضعاف "محور المقاومة" بشكل كبير، مع تراجع النفوذ الإيراني في عدة جبهات، وخصوصًا في سوريا ولبنان.
على الرغم من أن إيران ما زالت تمتلك علاقات قوية مع الحوثيين في اليمن وبعض الميليشيات الشيعية في العراق، إلا أن مصداقيتها تأثرت بشكل واضح، خاصة بعد فشلها في تحقيق أي ضرر ملموس ضد جهات إقليمية منافسة. حتى أن المستشارين العسكريين الإيرانيين انسحبوا من بعض المناطق بشكل سريع، ما يعكس اضطرابًا واضحًا في استراتيجيتها العسكرية.
النظرة المستقبلية ومحاذير توازن القوى
مع تراجع النفوذ الإيراني، ظهرت أطراف إقليمية أخرى تحاول ملء الفراغ، أبرزها تركيا. استغلال أنقرة للوضع الجديد لتعزيز نفوذها، سواء في سوريا أو عبر نجاحاتها في ملفات أخرى، مثل أذربيجان وأرمينيا، يثير القلق بشأن إعادة تشكيل خارطة التحالفات في المنطقة. من هنا، يرى مراقبون ضرورة أن تتجنب القوى الغربية ترك المجال مفتوحًا تمامًا أمام تركيا، خصوصًا مع احتمال استغلالها لقيادة النظام السوري الجديد ضد المناطق الكردية ذات الحكم الذاتي.
إعادة إطلاق المفاوضات النووية
في ظل هذه الظروف، يرى الخبراء أن الوقت قد يكون مناسبًا لإعادة إطلاق المفاوضات النووية مع إيران. تراجع دور إيران الإقليمي يمنح المجتمع الدولي فرصة لاستغلال ضعفها لفرض شروط أكثر صرامة. على الرغم من المخاطر المحتملة لهذه الخطوة، فإن فوائد الاتفاق النووي قد تتجاوز مخاطره، إذ سيسمح بتهدئة الأوضاع الإقليمية، وتقليص قدرة إيران على دعم الجماعات المسلحة، مع إتاحة الفرصة لها لتحسين اقتصادها الداخلي.
الرئيس الإيراني الجديد، الذي يفضل التنمية الاقتصادية والاجتماعية على السياسات الخارجية العدوانية، قد يكون مفتاح التغيير. ومع ذلك، يتطلب الأمر إقناع القيادة العليا في إيران، بما في ذلك المرشد الأعلى، بقبول هذه التنازلات.
وفي ظل هذه التحولات، يشير محللون إلى أن أي اتفاق جديد يجب أن يوازن بين ضمان استقرار الشرق الأوسط وتقليص التهديد النووي الإيراني. وفي الوقت الذي تُظهر فيه إيران مرونة محدودة بسبب تراجع نفوذها، فإن تحقيق توازن جديد في المنطقة قد يتطلب من القوى الإقليمية والدولية استغلال هذا الظرف بشكل مدروس لتجنب فراغ يُمكن أن يُملأ من أطراف أخرى.
ونقدم لكم من خلال موقع (كلمتك)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
0 تعليق