القاهرة - أماني محمد - الجمعة 17 يناير 2025 09:40 صباحاً - عندما نتذكر اسم يحيى حقى يقفز إلى الأذهان قصة قنديل أم هاشم، ووصفه بأنه صاحب القنديل، وكان يغضب من حصر اسمه فى رواية واحدة، فهو البوسطجى وهو صح النوم، وعطر الأحباب وغيرها، هو عملاق الرواية والقصة، هو الدبلوماسى الذى ولد فى مثل هذا اليوم 17 يناير عام 1905 بدرب الميضة حى السيدة زينب لأسرة بسيطة من جذور تركية، وحصل على البكالوريا من المدرسة الخديوية والليسانس من مدرسة الحقوق.
عمل يحيى حقي بالمحاماة عامين بالصعيد، وفاز بمسابقة أجرتها وزارة الخارجية ليبدأ مشواره الدبلوماسي بالقنصلية المصرية بجدة، ثم باستانبول ثم روما، وأصبح مديرا لمكتب وزير الخارجية فوزير مفوض، وعندما عاد إلى مصر كان أول رئيس لمصلحة الفنون، ومستشارا لدار الكتب ورئيسا لتحرير " المجلة ".
لم يكن يحيى حقى مجرد كاتب، بل كان أيضًا مترجمًا مبدعًا، ساهم في نقل روح الأدب الغربي إلى العربية، مع الحفاظ على حسّه الفني المميز، كما كان من أوائل الأدباء الذين أدركوا قوة العامية المصرية، واستخدمها بحرفية شديدة لتكون أداة فنية تُكمل جمال النصوص الفصيحة، حيث كان يرى في العامية نافذة للواقع، ونجح في أن يجمعها بالفصحى في تناغم فريد.
نشأ طفولة سعيدة
اقترب من الكاتب يحيى حقي الكاتب عبد المنعم معوض وزاره كثيرا فى مكتبه بمصر الجديدة، وأجرى معه عدة حوارات نشرها فى مجلة الشرطة تحدث فيها يحيى حقى عن حياته وبداياته؛ فقال: ولدت فى أسرة يطلق عليها "أسرة الموظفين" الذين يتسلمون الراتب أول كل شهر، طفولتى كانت سعيدة، والداى ظلا على قيد الحياة حتى بلغت العشرين، ومن حسن حظى أنى ولدت فى حى السيدة زينب الذى يتميز بروح التدين والعادات الشعبية؛ ولذلك فأنا معجون بالشعب الكادح الفقير الذى عايشته وتأثرت به ونقلت عنه كل شئ فى قصصي ورواياتي. واعتقد أن قنديل أم هاشم تعبير حى عن هذا الحى، كما تأثرت بأحياء شعبية أخرى بدءا من شارع محمد على والغورية والدرب الأحمر، حيث السروجية والخيامية وغيرها.
قرأ ألف ليلة وليلة وهو طفل
عن بداية دخوله عالم الأدب قال الكاتب يحيى حقى: أسرتى كانت تحب القراءة، وكان متاحا لى كتب التراث ودواوين الشعر وكتاب ألف ليلة وليلة حتى أنى حفظت فى سن صغيرة قصيدة أحمد شوقى التى يقول فيها (مصر العزيزة لى وطن، وهى الحمى وهى السكن، وهى الفريدة فى الزمن، وجميع مافيها حسن )، كتبت بعض القصص وارسلتها بالبريد للصحف والمجلات فكانت تنشر، وأول قصة نشرت لى بعنوان " قهوة ديمترى ".
سأله عبد المنعم معوض: هل الكتابة تشكل له معاناة، فقال يحيى حقى: الكتابة تتطلب جهدا عقليا وروحيا وعصبيا وقد تشكل معاناة، لكن متعة اللقاء بالفن لا تساويها أى متع أخرى فى الحياة.
اقترب يحيى حقى من عالم السيرك عندما كان رئيسا لمصلحة الفنون وقام بضم السيرك إلى المصلحة ليجد كل العاملين فيه الرعاية الحكومية ماديا ومعنويا، حتى أنه كتب قصة عن السيرك بعنوان " دنيا " وصف فيها جميع ألعاب السيرك ومن هنا كانت له نظرة فى الحيوان، فيقول: عندما كنت أنظر فى عيون الحيوان أرى لغة تؤكد أنه خلق ليدرك لكن درجة النضج متفاوتة، وقد اقتربت من " تيس " وجدت فى عينيه المكر والدهاء وأتألم كثيرا عندما أذهب إلى السيرك وأرى المدرب يضرب الحيوان لكى يتم ترويضه وإخضاعه وتعليمه حتى يؤدى الدور المطلوب منه ليضحك المتفرج فى النهاية.
الصدق مع النفس أهم أدوات الكتابة
وأخيرا يرى يحيى حقى أن الكاتب يجب أن يكون صادقا مع نفسه لأن الكاتب عندما يجلس ليكتب يكون فى داخله شئ يريد إيصاله للناس بصدق وإحساس وإبداع ممتع لكن إذا فقد الكاتب هذا الإحساس فعليه أن يتوقف فالمسألة ليست أن أكتب وإنما ماذا اكتب، وأنا فى وقت من الأوقات أحسست أن الجهد المطلوب منى للكتابة لا أستطيع أن أؤديه فتوقفت عن الكتابة.
ونقدم لكم من خلال موقع (كلمتك)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
0 تعليق