صنعاء - طارق احمد - الاثنين 25 نوفمبر 2024 09:38 مساءً -
وجه رئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد عبيد بن دغر،رسالة للدكتور عبدالله عوبل رئيس الهيئة التنفيذية الإخوة الأعضاء
وقال بن دغر في معرض رسالته والتي رصدها محرر موقع كلمتك:
الأخ العزيز الدكتور عبدالله عوبل
رئيس الهيئة التنفيذية
الإخوة الأعضاء
أهنئكم باختياركم ممثلين لأحزابكم في الهيئة التنفيذية للتكتل الوطني للإحزاب والمكونات السياسية، وإنه ليسعدنا أن أقول لكم بإسمي وزملائي في المجلس الأعلى بأننا سنمضي سوية في عملنا المشرك لانجاز المهام التي توافقنا عليها، مع إدراكنا لصعوبات المرحلة وتناقضاتها وكثرة تياراتها، ووقوع بلدنا تحت طائلة القانون الدولي.
من حسن حظكم أن رئيسكم المنتخب بالتوافق الدكتور عبدالله عوبل هو مناضل مخضرم، ومثقف وطني، قادم من قلب الحركة الوطنية، ومن محافظة قدمت ثلاثة رؤساء لليمن في تاريخها المعاصر، أرجو أن تتكاتف جهودكم بقيادته لتحقيق نقلة نوعية في عملنا الوطني السياسي والحزبي والتحالفي ، لإعلاء قيم الحرية والعدالة والمساواة، وتأمين حياة أفضل لشعبنا وأهلنا الذين ينكوون بنار الانقلاب والأزمة.
لقد مثل الانقلاب الحوثي كارثة وطنية حمَّلت وطننا وشعبنا أعباءً أفضت إلى انهيار اقتصادي، مالي وإداري، لولا مساعدة أخوية من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركة فعالة من إخوتنا في الإمارات العربية المتحدة، ودول مجلس التعاون ودول عربية أخرى. هذه المساعدة الأخوية منعت من الذهاب بنا شعب ووطن إلى ماهو أسواء، علينا واجب المساهمة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهذا لا يتحقق إلا بوحدة الصف الوطني، والكلمة التي تعانق البندقية، إذا فَرض علينا الحوثيون الحرب مرة أخرى.
أخي رئيس الهيئة إخوتي الأعزاء، أن تداعيات الانقلاب مستمرة في التأثير على بلدنا، وحياة شعبنا، ونظامنا الجمهوري، ولازال المجتمع بكل فئاته يدفع ثمن العدوان على الدولة وعلى الشرعية. لقد أصبح فقراء اليمن، معدمين، وطبقتها الوسطى فقيرة، ورأسمالها مهاجر خائف يبحث عن الاستقرار، وعادت نزعات التطرف المذهبي والمناطقي للظهور من جديد وهو ما يجعل مهمتنا صعبة لكنها ليست مستحيلة.
أن استعادة الدولة هو هدفنا المشترك الذي ينبغي أن يحظى بالاهتمام الوطني، والسياسي، علينا أن نوحد القوى والامكانيات والمؤسسات لتحقيق هذا الهدف الأسمى، فهو دليلنا الوحيد أمام الله والشعب، أننا لا لنا على ذات الطريق الذي شقه قبلنا أحرار اليمن وثوارها، وأننا لحافظون لدماء شهداء الثورة والجمهورية كما نريدها مستقبلًا دولة اتحادية، رسمنا خطوطها العريضة في مخرجات الحوار الوطني، فهي مرجعنا عند الاختلاف.
أننا في التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية جادون في حل قضايانا ذات الطابع الوطني كالقضية الجنوبية، فهي قضية رئيسية وعادلة، ومفتاح لمعالجة القضايا الأخرى، دون إغفال أو تجاهل لمطالب وطموحات وتطلعات أبناء شعبنا في جميع محافظات يمننا الكبير. وبالتأكيد فأننا متفقون أن الأولوية اليوم هي مواجهة الحوثيين وإيران في بلادنا.
ستعكفون من اليوم على صياغة البرنامج السياسي للتكتل، وأمامكم جملة الأسس والمبادئ والأهداف التي توافقنا عليها، كما أن أمامكم جملة رؤى أخرى تقدمت بها مكونات المجلس، وقد اطلعت عليها وأرى أنها قد ارتقت كلها إلى المستوى ذاته الذي تضمنته مجموعة المبادئ والأهداف في اللائحة، مما يسهل عليكم التوافق، والوصول إلى برنامج سياسي، يكون هاديًا ومرشدًا لنا في حاضرنا ومستقبلنا.
إلا أنني أود أن ألفت انتباهكم أن النجاح لا يتوقف على حسن الصياغة، وذلك أمر متاح بسبب المستوى الفكري، والخبرة النضالية لممثلي الأحزاب في الهيئة الوطنية، لكنه أي النجاح يكاد يكون مشروطًا بواقعية البرنامج الذي ستتبنونه أمام المجلس الأعلى، وواقعية البرنامج ستتوقف على قدرتنا على قراءة الواقع الذي نهدف إلى تغييره، علينا أن نحدث الفارق، وسنحدثه بعون الله.
أغتنم الفرصة لأدعو القوى الوطنية الأخرى للعمل المشترك لتعزيز قدراتنا وتحالفاتنا في التغيير المنشود وفي الدفاع عن اليمن الجمهوري، بما ذلك المنسحبين بعد التوقيع على الأسس والمبادئ والأهداف التي جمعتنا في فترة التحضير، وتجمعنا اليوم. نحن في معركة مع عدو يتناسى أن الثورة في اليمن قد أحدثت تغييرًا في وعي المجتمع، وأن العودة إلى ما قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر لم يعد ممكنًا.
نحتاج أيها الإخوة والأخوات لوحدة الصف، ووحدة التوجه، ووحدة القرار، كما نحتاج لحرية الحركة، والتعبير عن الرأي، والاعتراف بقيم التعدد السياسي والحزبي، تعبيرًا عن إيماننا الصادق بالديمقراطية، التي نلوكها كل يوم كمفهوم، نحتاج جميعًا إلى الاعتراف والقبول بحق الآخر في الوجود وحتى حقه في المخالفة الصريحة فيما نعتقده في حياتنا السياسية.
أتمنى لكم التوفيق والسداد، وأرجو أن تلزموا أنفسكم ببرنامج زمني لإنجاز المهمات الماثلة أمامكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
0 تعليق