القاهرة - أماني محمد - الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 08:49 صباحاً - عمر الجيزاوى، مونولوجست شهير من الزمن الجميل، هو مساعد كبير الرحيمية السيد بدير فى كل أعماله، كوميدى ساخر عرف بخفة الدم والبساطة والتلقائية، حقق جماهيرية واسعة، تميز بجلبابه الصعيدى وطاقيته الذى لم يتخل عنهما قطُّ. أداء متميز على المسرح، غنى فى زفاف السادات، سافر عمر الجيزاوى إلى كثير من دول العالم بفرقته المسرحية وعرض على مسارح إيطاليا وباريس، ونظرًا لما حققه من نجاح مدوي فى فرنسا، فقررت عدد من الشركات الفرنسية طباعة صورته على علب الكبريت، ورحل عام 1983.
ولد عمر سيد سالم الشهير بـ عمر الجيزاوى في مثل هذا اليوم 24 ديسمبر عام 1917 بقرية أبو تيج محافظة أسيوط، حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية، لم يكمل تعليمه واضطر في صغره للعمل في ورش الطوب والمعمار، وحتى بعد أن توسع والده في مهنة المقاولات والمعمار، ظل عمر الجيزاوي بمعاونة شقيقيه يعملون مع والدهم قبل أن ينتقلوا إلى محافظة الجيزة.
عامل المعمار والبناء
جاء غناء عمر الجيزاوى صدفة فبينما كان يعمل بالمعمار ومتواجدا وسط عمال رفع الأسمنت على السقالة، كان يغنى وبالمصادفة سمعه حينذاك أحد المقاولين فطلب مشاركته فى إحياء حفل زفاف ابنته، لينطلق بعدها فى كل أفراح قريته ومنها الى مناطق أخرى قريبة حتى وصل إلى فرح جيهان السادات على أنور السادات، ومن إحياء الأفراح إلى عالم السينما، حيث اكتشفه الفنان علي الكسار على إحدى المقاهي وهو يغني مونولوجات فألحقه بفرقته ليستمر بعدها فى الغناء فى تياترات عماد الدين والكازينوهات.
جمعت مونولوجات عمر الجيزاوى التى ما زالت محفورة في الأذهان بين البساطة فى الأداء والرقى فى الكلمات فلم تكن كلمات مونولوجاته مبتذلة يوما خاصة وأنها أخذت من الشعر العامى علاوة على كلمات كبار الشعراء منهم حسيب غباشى ومصطفى الطائر، من أشهر أغانيه: اتفضل اشرب شاي، إسماعيل يا ولد الزين، من بعد طاقية وجلابية، معانا الفاكك والفكوك معانا الكحل والنشوق، والتي تعد من تراثيات الفن المصري أداها الفنان الراحل بطريقته الكوميدية مرتديًا جلبابه الصعيدى وعمامته الملفوفة ممسكًا بيده عصاه الطويلة، اغنية البندقية التى لحنها حسن نشأت وكتبها عبد الرحمن الابنودى وقت الاستنزاف استعدادا للحرب.
زرع إيدينا يا قطن بلدنا
اتجه عمر الجيزاوى إلى السينما فقدم شخصية الصعيدى الساذج وأطلق على نفسه شارلى شابلن العرب فى منافسته مع المونولوجست شكوكو، ومن الأفلام التي شارك فيها بالغناء والتمثيل "خضرة والسندباد" الذى غنى فيه "زرع إيدينا يا قطن مصر.. يا نور عنينا يا قطن مصر، لسانك حصانك، المقدر والمكتوب، فالح ومحتاس، بنت الجيران" وغيرها إلا أنه كانت أشهر الشخصيات السينمائية التي قدمها على الإطلاق مساعد كبير الرحيمية قبلي أمام الفنان محمد التابعي، من خلال ثنائي قدما خلاله عددا من الأفلام السينمائية مع كبار نجوم الكوميديا منهم الراحل إسماعيل يس.
تعرض الفنان الكوميدي عمر الجيزاوى لأزمات فى حياته كلها أن دلت على شبؤ دلت على ظلمه الشديد رغم وطنيته التى لا مثيل لها، فقد اهتم بنقد الأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر عن طريق تقديم المونولوجات الساخرة، وحدث أن سخر في أحد مونولوجاته من الملك فاروق والملكة نازلي، فغضب القصر عليه، وتمت ملاحقته حتى اتهم من البوليس السياسي بانتمائه إلى الشيوعية وتوقف عن الغناء، بعد أن سدت أمامه كل أبواب المسارح والصالات، وتوسط لدى الملك رئيس الديوان أحمد حسنين لكى يغنى ثانية لكن بشرط أن يقدم مونولوجا جديدا فيه مديح الملك فاروق، ورفض الجيزاوى ذلك، وانعزل عن المجتمع وأغلق بابه على نفسه حتى إنه أُصيب بالاكتئاب.
وفي عام 1957 تقدم عمر الجيزاوي بشكوى يطلب فيها التحقيق مع زكي طليمات بحجة أنه يعوق عمله في فرقة الفنون الشعبية، حيث حدد طليمات مساحة 3 أمتار فقط للجيزاوي كمساحة مسموح له فيها بالحركة أثناء غناء مونولوج "يا حلوة ضمي الغلة"، بل طلب الجيزاوي تشكيل لجنة تقصي للحقائق مكونة من السيد بدير وحمدي غيث للتحقيق فى الشكوى.
واقعة الهرش
وكانت الواقعة الأخرى عام 1958 عندما رفع عمر الجيزاوي قضية ضد رئيس مصلحة الفنون؛ لأنه رفض أن "يهرش" الجيزاوى بالعصا في مسرحية ليل وعين، ليتلقى بعدها دعوة لبحث شروط الصلح، تلك الواقعة التي لاقت تعاطفا كبيرا من الوسط الصحفي، وكان الكاتب الساخر أحمد رجب واحدًا ممن دافعوا عن الجيزاوي؛ وأطلق عليها واقعة "الهرش"، حيث انتقد الكاتب الساخر أحمد رجب ما يتعرض له عمر الجيزاوي، بل وتطور الأمر أن رفع شكوى إلى الوزير عبد القادر حاتم ضد الفرقة، وخصص رجب مقالًا لواقعة "الهرش" على صفحات مجلة آخر ساعة.
غضب كبير من شادية
وكانت أزمته الكبرى أغنية "مصر اليوم في عيد" التى كان عمر الجيزاوى قد قدمها بنفس المطلع ولحنها بنفس المذهب الموسيقي من قبل أن تغنيها شادية بسنوات في الإذاعة، وثبت أنه صاحب اللحن الأصلي وأنه غناها في الخمسينيات بعد العدوان الثلاثي على مصر في صورة مونولوج فكاهي، إلا أنه فوجئ يوم حفل عيد تحرير سيناء بتقديمها بصوت شادية ولحن جمال سلامة، فتقدم بشكوى إلى النقابة وإلى الإذاعة ولرئيس التليفزيون، وجمعية المؤلفين والملحنين، إلا أن النقابة أكدت بعد التحقيقات أن كلمات الأغنية من الفولكلور ومن حق أى مواطن استخدامها، وتسبب هذا القرار وفقدانه حقوقه الأدبية في الأغنية في إصابته بالشلل وعدم النطق حزنا حتى رحل 1983، وبعد رحيله ثبت أن اللحن شبيها للحن الذى قدمه جمال سلامة فتم تسجيل لحن الأغنية مناصفة بين عمرو الجيزاوي وجمال سلامة.
والقصة الطريفة المبكية أيضًا في حياة عمر الجيزاوي، عندما كان يجلس بجوار سائقه الخاص فى سيارته، وهم عائدون من سهرة ريفية وإذا بالسيارة تنحرف وتغطس فى الترعة وينجو السائق الذى قفز فيما تستقر السيارة وداخلها الجيزاوي لمدة 13 ساعة فى بطن الترعة، حتى جاءت الشرطة والإسعاف ونقلت الجيزاوى على أنه جثة إلى المشرحة، وعندما جاء الطبيب ليمارس عمله فى تشريح الجثة، فوجئ بعمر ينتفض جالسًا ليصاب الطبيب بصدمة أودت بحياته، وعاش عمر الجيزاوى.
ونقدم لكم من خلال موقع (كلمتك)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
0 تعليق