تحدث الإعلامي سام الغباري عن زيارته الأخيرة لمحافظة مأرب
وقال الغباري في منشور عبر حائط صفحته الرسمية بمنصة إكس:
زيارة خاطفة لمارب .. كتبت فيها:
على مشارف مأرب، يعلو أنين الأرض وهي تخبئ في رمالها بقايا مملكة الشمس. كأنها تهمس للأفق، تردد أسماء أبطال رحلوا تاركين وراءهم أغانٍ من نار وضوء، أغانٍ لا تُنسى، وهي لا تُغنى إلا في صمت الصحراء.
وتابع بالقول:مأرب مجرة درب تدور حولها قبائل الشمس، تغازل نجومها وتشهد على بريقٍ لا يخبو مهما أثقلته الأيام.
الريح تمر كأنما تبحث عن أسرار مدفونة، ترتطم بوجوه المحاربين الواقفين كالأعمدة الممتدة من الأرض حتى السماء، تحمل أثقال الكرامة ولا تنحني، حتى إن دقت الرياح جلودهم كالسياط. عيونهم كالبرق، تقرأ في الليل وجوه الغزاة، كأنها تعرفهم من ملامح الظلام.
واردف بالقول :
الحوثي ذلك الجُرم المعتم في زحفه المنحسر كان ظِلًا ضالًا، لم يقوَ على مصافحة الشمس. جاء يحمل أوهامًا مثقلة بوعود فارس البعيدة، يحلم أن يرسم على وجه مأرب شبحًا، لكنها ردت عليه بوهجٍ كاسر. هناك، في رمال نخلا، وقف الرجال، بعتادهم و أرواحهم، كأنهم انبثقوا من صلب التاريخ، كأن في كل عرق نابضٍ حكاية أجداد لا تنتهي.
واضاف في منشوره قائلاً:
حين جاء الصباح، كان الدم يلون الرمال، لكن الشمس أشرقت على وجوه لا تزال مبتسمة. الموت عندهم ولادة أخرى في حضن المجد. كل رصاصة خرجت من بنادقهم حملت معها رسالة؛ أن العروبة كلمات تُقال، وجسد يُفنى دفاعًا عنها.
واختتم بالقول:أما مأرب، فكانت تُعلم الكون دروس البقاء. تقول للغزاة: أنتم عابرون، وسنظل هنا، كالجبال لا تهتز، كالنخيل لا تنكسر. وفي قلبها، عرش بلقيس يردد الحكاية، يروي للأجيال القادمة كيف أن هذه الأرض كانت دائمًا أكبر من الحرب، أعظم من الموت، وأنها، كما كانت، ستظل نورًا يُرشد الضائعين في ليل التاريخ.
.. وإلى لقاء يتجدد
0 تعليق