كتب القاضي عبدالوهاب قطران مقالا جاء فيه:
الجوع والبؤس حالة عامة :
خرجت بالامس من البيت بصحبة صديق ،ونادرا ما اخرج من بيتي الا للضرورة القصوى ،بسبب مشاهد الجوع والبؤس والفقر والتعاسة الذي المسه بعيون الناس بكل شارع وكل زقاق،وبعدها اعود الى البيت مكتئب حزين ومتعب ،وصلنا الى امام سوق الرشيد بالحصبة جنب بسيارته ونزل يشتري قات وانا ظليت بسيارته ،في ظرف عشر دقائق هرول الى عندي ،شابتين بمقتبل العمر احداهما تبيع محافظ واشياء اخرى ،والحين للشراء منهن فتعاطفت مع كفاحهن واشتريت من احداهن محفظة والاخرى فاين،وقلت لهن ممتاز هذا الكفاح من اجل لقمة العيش خيرا من التسول ،غادرن ،واتى بعدها عدد من المتسولين اغلبهم نساء عجائز..
بعدها اتجهنا نحو شارع المطار ،جنب يشتري لنا ماء امام بيت الشائف،فااتت امرأة تبدو بمنتصف العقد الخامس من عمرها ،تعرض عليا شراء ليف مخصصه لتدليك الجسم اثناء الاغتسال ،فااعتذرت لها ،فلم تلح غادرت بلطف فشعرت باانكسارها والحزن والتعاسة تنبعث من نظراتها ،عرضت على السيارة المقابلة الشراء منها فلم يشتري ،شاهدتها تغادر بعيدا فشعرت بتأنيب ضمير لانني خذلتها ولم اشجعها واشتري منها ،اخرحت رأسي من باب السيارة وناديت عليها ارجعي ،فعادت اليا فرحة فقلت لها بكم الليفة الكبير وبكم النوع الصغير قالت الكبيرة بالف والصغيرة بخمسمائة قلت لها ادي ابو الف ريال واشتريت منها ففرحت فقلت لها انتي امرأة مكافحة محترمة ،فقالت يااخي خليها على الله ،والله انني ابيعهن لواحده ماهنش حقي ويقع لي خلف الواحدة مبلغ مأتين ريال بركة...
غادرت وشعرت باارتياح لانني اشتريت منها ولم اخذلها حتى ولو لم اكن بحاجة لشراء ماتعرض..
بعدها بلحظات اتت متسولة كبيرة السن تطلب المساعدة..
الخلاصة،يجب على كل واحد وجد مثل هولاء المساكين المكافحين بالشوارع تحت زمهرير الشمس ان يشجعهم ويشتري منهم ،حتى ولو لم تكن بحاجة لشراء مايعرضوا ..
وتسائلت في نفسي ماالذي اخرج النساء اليمنيات للشوارع بهذه الاعداد المهولة يتكففن الناس ؟
واين هي العزة والكرامة التى يتشدق بها الحكام المؤمنين صباح مساء؟!
0 تعليق