القاهرة - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 15 أكتوبر 2024 11:53 مساءً - تحتفل مشيخة الطرق الصوفية في 17 أكتوبر من كل عام بمولد الولي الصالح السيد أحمد البدوي، رضى الله عنه، حيث يجتمع مئات الألوف من أبناء الطرق في مدينة طنطا لإحياء هذه المناسبة التي تتجدد معها موجة الهجوم الشرس الذي يشنه البعض ضد السيد أحمد البدوي.
وفي هذا السياق، علق الدكتور عاطف الأكرت، أستاذ النقد الأدبي والبلاغة بجامعة الأزهر، على الانتقادات التي توجه لأي شخصية تاريخية، وخاصة الشخصيات الصوفية، قائلًا: «إن إثارة اللغط والجدال الذي يصل إلى حد التطرف حول الشخصيات التاريخية المؤثرة أصبح أمر طبيعي في عصرنا الراهن».
وأوضح الدكتور عاطف الأكرت، في تصريحات خاصة لـ كلمتك، أن السيد أحمد البدوي، ليس الشخصية التاريخية المؤثرة الوحيدة التي يشن ضدها هجوم شرس، فهناك كثير من الشخصيات التاريخية يثار حولها نفس اللغط وهذا متجدد ومستمر، فعهلى سبيل المثال ما زال الناس مختلفين حول شخصية الحسين بن منصور الحلاج، وكذا شخصية السهروردي، وأبو علاء المعري، وهي اختلافات وصلت إلى أقصى حد من التطرف.
وأضاف أستاذ النقد الأدبي والبلاغة بجامعة الأزهر، أن المادح في شخصية السيد البدوي، يعتقد فيه الولاية المطلقة، بينما القادح فيه يكفره، وليس بين الفريقين وسط، لافتًا إلى أن هذا اللغط والهجوم يكثر في مثل هذا الوقت من كل عام بمناسبة الاحتفال بمولد السيد أحمد البدوي.
وأوضح، أنه بالنسبة للانتقادات فهي لا تؤثر في شخص الرجل نفسه، لأنه مات وأفضى إلى ما قدّم، فلن ينفعه مدح المادحين ولن يضره قدح القادحين، سواء من مدحه ووصل به إلى مرحلة لا يدانيها بشر، أو قدحه لدرجة التكفير، معقبا: «هذا لن ينفعه ولا ذلك بالنسبة للرجل ذاته، إنما الضرر على المختلفين، نحن من يقع علينا الضرر، هي مُكلمة يقضون فيها أوقاتهم.. وأسباب للخلاف حول الشخصيات المؤثرة في التاريخ، مقاصد مختلفة، كل فترة يُتهجم على شخصية بارزة لها مكانة في قلوب الناس».
وتابع أستاذ النقد والبلاغة بجامعة الأزهر، أن السيد أحمد البدوي قطب من الأقطاب الأربعة «هذا مصطلح عند الصوفية»، وأحد أعلام الطريقة الصوفية، وشخصية مؤثرة وله أتباع ومريدون كثر، مضيفا أن النقد الذي يوجه له ليس غريبا على شخصية عظيمة يختلف حولها الناس.
وأشار الدكتور عاطف الأكرت، إلى أن السيد أحمد البدوي توفي منذ قرون، ولم نره، وهو شخصية تاريخية، ولكي نعرف حقيقة أي شخصية تاريخية يجب أن نعود إلى كتب التاريخ والمراجع، مؤكدًا أن كتب التاريخ ذكرت هذا الرجل بمآثر طيبة وصفات حميدة، إضافة إلى المؤرخين الثقات الذين يثق في علمهم مثل ابن ابن تغري، شمس الدين الذهبي، جلال الدين السيوطي، وغيرهم ممن تحدثوا عن الرجل وترجموا له.
وأكد، أن سيدنا الإمام الحسين بن الإمام علي رضي الله عنهما وجه إليه اتهامات، حتى يُقال إن ضريحه خال منه، لافتا إلى أن تطرف البعض في رفضهم لشخصية السيد أحمد البدوي، وصل إلى حد إنكارهم إياه من التاريخ، والادعاء بأنه شخصية خرافية، لم تكن موجودة.
ونوّه أستاذ النقد والبلاغة بجامعة الأزهر، بأن السيد أحمد البدوي صاحب طريقة، مشيرا إلى أن هناك أربعة طرق للصوفية، للسيد البدوي أحد هذه الطرق، وهو طريق السلوك بمقاماته، بمعارفه، وبالأوراد التي ذكرها السيد في كتاباته، ولها موريدون كثيرون جدا ولها أتباع كثيرون في مصر والمغرب وفي أماكن مختلفة وكثيرة.
وواصل أن تأثيره الروحي على الناس كبير، وشخصيته الجاذبة للكثيرين، والطريقة السهلة التي يعرف بها المريد في السلوك إلى الله تعالى، كل هذه أشياء سببت عداوة لدى طائفة قليلة من الناس، مشددا على أن الذي يشن الحروب دائما على مثل هؤلاء الناس هم السلفيون.
اقرأ أيضاً
ما حقيقة السيد البدوي وما هي مكانته؟.. الإفتاء تجيبمحافظ الغربية:حملات تفتيشية مشددة على المخابز بمحيط الاحتفال بمولد البدوي
تزامناً مع مولد البدوي.. ضبط أكثر من 3 طن رنجة فاسدة خلال حملة تفتيشية على المحال الغذائية
0 تعليق