القاهرة - أماني محمد - الجمعة 10 يناير 2025 10:48 مساءً - عُقدت ندوة بعنوان "الشباب المصري.. بناء الانتماء والمسئولية الأخلاقية" في قاعة المجلس الأعلى للثقافة، حيث أقيمت الندوة بإشراف الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وبحضور الدكتور أحمد زايد، رئيس مكتبة الإسكندرية ورئيس لجنة مكافحة الإرهاب والتطرف بالمجلس الأعلى للثقافة، والدكتورة منى الحديدي، رئيس لجنة الشباب بالمجلس، وعدد من الكتاب والمثقفين والشباب.
أدار المستشار أيمن فؤاد، رئيس محكمة الاستئناف العالي بالقاهرة وعضو لجنة مواجهة التطرف والإرهاب، الندوة مؤكدًا خلال حديثه: أن المجتمع يواجه اليوم تحديات كبيرة في مختلف المجالات، سواء على المستوى الجنائي، القانوني، السياسي، أو الإعلامي.
وأشار إلى أن من أبرز هذه التحديات تراجع مفهوم الانتماء، حيث أصبحت الجهود الفردية تطغى على العمل الجماعي نتيجة نقص المهارات وضعف التشبيك، لافتًا إلى تراجع ثقافة التعاون والعمل ضمن فرق، مشددًا على أهمية إعادة إحياء هذه القيم الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة.
ودعا إلى تكثيف الجهود لتوعية الشباب بأهمية المسئولية الأخلاقية، التي تسهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية ومواجهة التحديات، مع التركيز على الدور المحوري للتعليم في تنمية وعي الشباب وتطوير مهاراتهم.
أما الدكتورة سامية قدري أستاذ علم الاجتماع- جامعة عين شمس- عضو لجنة مواجهة التطرف فأكدت أن الشباب هم وقود التغيير في المجتمع، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، لكن علينا أن نتعامل معهم باعتبارهم فئات متنوعة وليست كتلة متجانسة، جيل اليوم يختلف عن الأجيال السابقة بفعل تأثير التكنولوجيا والثقافات العالمية التي شكلت أفكارهم وسلوكياتهم، ومن الضروري فهم هذه الفئات المختلفة والعمل على دمجها في المجتمع من خلال تعزيز انتمائها وسلوكياتها الإيجابية.
أما الدكتورة شيماء حلمي، مدرس بقسم علم الاجتماع بكلية الآداب- جامعة دمنهور- عضو لجنة الشباب، فقالت إن الانتماء والمسئولية الأخلاقية هما نسيج واحد. فالانتماء يتضمن التزامًا أخلاقيًا نحو المجتمع، ويؤدي إلى بناء قيم ومبادئ مشتركة، الشباب هم الاستثمار الحقيقي لأي مجتمع، ويجب أن نعمل على تعزيز ثقتهم بأنفسهم، لأنهم أساس التنمية المستدامة، والشخص الذي يمتلك انتماءً قويًا يسعى دائمًا للتطور ولتحقيق الإضافة لمجتمعه".
بينما كشف المهندس محمد الحارثي استشاري تكنولوجيا وأمن المعلومات- عضو لجنة الشباب، أننا نشهد اليوم أجيالًا مختلفة ثقافيًا وفكريًا، حيث أصبح الشباب يثقون في الآلة والمنصات الرقمية أكثر من ثقتهم بأنفسهم أو بأسرهم، مؤكدا أن هذه المنصات تؤثر بشكل كبير على الوعي وتشكيل القيم.
وشدد "الحارثي" على أننا بحاجة لفهم عميق لهذا الجيل والتعامل مع تحدياته، خاصة أن التكنولوجيا أصبحت وسيلة قوية لتغيير الوعي بشكل يفوق الحروب التقليدية.
وأشار الكاتب محمد خضير، الصحفي ببوابة روز اليوسف- عضو لجنة الشباب، إلى أن الإعلام والثقافة هما وجهان لعملة واحدة في بناء الشباب وتعزيز القيم الأخلاقية، وعلى الإعلام أن يلعب دورًا كبيرًا في مناقشة الظواهر الاجتماعية ومعالجتها، خاصة تلك التي تؤثر على الشباب.
وأوضح أن التنوع الإعلامي الحالي يمثل فرصة وتحديًا، وعلى الصحفيين تطوير أنفسهم لمواكبة هذه التغيرات من أجل الوصول إلى الشباب وتوعيتهم، موضحا أنه يستلزم وضع خطط اتصالية ورسم سياسات إعلامية يمكن أن تساعدهم في تنفيذ مهامهم بحرفية والقيام بواجباتهم بمهنية وتأدية وظائفهم بفاعلية في منظومة العمل مع هذه الفئة الهامة – الشباب – من فئات المجتمع، ولاسيما في ظل البيئة الإعلامية الجديدة التي تفتح نوافذها دون حاجز أو عائق أمام ملايين الشباب.
وأكد الدكتور محمد الخزامي أستاذ نظم المعلومات الجغرافية بجامعة الفيوم- عضو لجنة مواجهة التطرف والإرهاب، أن النماذج العالمية مثل اليابان وألمانيا والولايات المتحدة تميزت بتركيزها على بناء الإنسان والمجتمع، والتعليم والبحث العلمي يلعبان دورًا أساسيًا في هذا السياق، حيث يسهمان في تنمية الفكر وبناء القيم الأخلاقية، وعلينا أن نستفيد من هذه النماذج لتحقيق التنمية المستدامة والتكيف مع التغيرات العالمية.
وفى مداخلة بالندوة شددت الدكتورة منى الحديدي على أن الشباب المصري يمثل ثروة الأمة ورأس مالها الاجتماعي والبشري، لذا فإن قضاياهم يجب أن تُناقش بجدية، بعيدًا عن النزعة الفردية والذاتية التي قد تُضعف دورهم في بناء المستقبل، ولأن الشباب هم الأساس في تحقيق التنمية المستدامة، فإن علينا السعي لدمجهم في كافة الأنشطة الثقافية والاجتماعية بدلًا من الاكتفاء بمحاولة إيصال صوتنا إليهم دون سماع رؤيتهم.
وأشارت الدكتورة منى، إلى أن التفاعل المباشر مع الشباب هو السبيل لجعلهم ليس فقط مستمعين، بل مشاركين فاعلين في صياغة الأفكار والحلول، لذلك، نعمل على إشراكهم في الأنشطة والفعاليات المختلفة، حيث يعبرون عن تحدياتهم وأحلامهم، ويشاركون في صناعة القرار، موضحة إن تمكين الشباب ليس مجرد شعار، بل هو ضرورة لضمان مستقبل أفضل، حيث يشارك الجميع في بناء مجتمع واعٍ وثقافة متطورة.
وقال الدكتور أحمد زايد: إنه في ضوء فهمي للمجتمعات الحديثة، يبدو أن مفهوم المسؤولية الأخلاقية بات مرفوضًا ضمن منظومة القيم السائدة، والمجتمعات الحديثة ليست مرنة كما تبدو، بل تتسم بجمود في التعامل مع القضايا الكبرى، مثل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، الذي يعكس تعقيد الحياة السياسية مقارنة بسيولة السلع في الأسواق.
وفي الختام شهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الحضور، الذين أكدوا أهمية تضافر الجهود بين الثقافة والتعليم والإعلام لتعزيز الانتماء والمسئولية الأخلاقية لدى الشباب، باعتبارهم الركيزة الأساسية لمستقبل مصر.
ونقدم لكم من خلال موقع (كلمتك)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
0 تعليق