القاهرة - أماني محمد - السبت 30 نوفمبر 2024 12:54 مساءً - شهدت مدينة حلب وريفها تصعيدًا عسكريًا لافتًا، حيث شنت فصائل مسلحة، بقيادة "هيئة تحرير الشام"، هجومًا واسع النطاق استهدف القوات الحكومية السورية.
تزامن هذا التصعيد مع وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية، مما أثار تكهنات بوجود ترابط بين الملفين الإقليميين.
تطورات ميدانية
وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، باتت حلب تحت سيطرة التنظيمات المسلحة بشكل كامل، مع انسحاب القوات الحكومية من المدينة وريفها، كما توقف الاقتتال داخل المدينة، ما يشير إلى تغير كبير في موازين القوى الميدانية التي ظلت مستقرة منذ سنوات.
الهجوم، الذي وُصف بأنه جزء من عملية كبرى، يعكس تقليصًا لنفوذ إيران وحلفائها في المنطقة، خاصة في ظل التطورات التي شهدتها غزة ولبنان مؤخرًا، وقد استهدفت إسرائيل المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان لمنع نقل الأسلحة إلى "حزب الله"، فيما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس السوري بشار الأسد مما وصفه بـ"اللعب بالنار".
سياق إقليمي ودولي
التحركات في حلب لا يمكن عزلها عن سياق إقليمي أوسع يشهد إعادة ترتيب للأوراق في الشرق الأوسط، ويرى مراقبون أن ما يحدث جزء من تحضيرات أوسع للتعامل مع أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.
في هذا السياق، تلعب تركيا دورًا حاسمًا، حيث يُعتقد أنها وفرت دعمًا لوجستيًا وسياسيًا للفصائل المسلحة، وسط تناقضات متزايدة بينها وبين سوريا وروسيا.
هذه التناقضات تُعزى بشكل كبير إلى الصراع الأوكراني، حيث ترى تركيا وروسيا مصلحة في توظيف النفوذ الإقليمي للضغط في ملفات دولية كبرى. وبالرغم من ذلك، فإن تركيا لن تسمح للفصائل المسلحة بتهديد مناطق النفوذ الروسي في الساحل السوري، ما يعكس توازنات دقيقة تحكم العلاقات بين الأطراف الإقليمية.
دور روسيا وإيران
تواجه إيران تحديات متزايدة لتقليص نفوذها في سوريا والمنطقة. ما حدث في غزة ولبنان يُعد جزءًا من سياق أوسع يشمل تحجيم الدور الإيراني في عواصم النفوذ التقليدي لطهران. من جانبها، تبدو موسكو مقتنعة بأن النظام السوري لن يتوسع خارج ما يسمى "سوريا المفيدة"، التي تشمل الساحل ودمشق.
ومع انشغال روسيا بالصراع الأوكراني، يبدو من غير المرجح أن تكرر تدخلها العسكري المكثف في سوريا كما فعلت سابقًا. هذا الواقع يعزز تعقيد أي محاولات مستقبلية من الحكومة السورية لاستعادة السيطرة على حلب.
مآلات الأزمة
تتسم المرحلة الراهنة في سوريا بسيولة كبيرة، حيث باتت الأسئلة مطروحة حول مستقبل البلاد في ظل التطورات الأخيرة. التحركات العسكرية للفصائل المسلحة تعكس تحولات عميقة في التوازنات الإقليمية والدولية، بينما يشير مراقبون إلى أن الولايات المتحدة لن تسمح لتركيا أو الفصائل بالتقدم نحو المناطق الكردية، ما يضيق حدود التحركات العسكرية.
في ظل هذه التطورات، يبدو أن المشهد السوري أمام مرحلة جديدة من إعادة تشكيل التوازنات، مع استمرار الصراع بين الأطراف الإقليمية والدولية حول النفوذ والسيطرة.
ونقدم لكم من خلال موقع (كلمتك)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
0 تعليق